الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية

اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان

مداخلة اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الانسان بمناسبة اليوم الوطني للاسير 8 نوفمبر :   ولاية السمارة 09 نوفمبر 2024

13 نوفمبر 2024

الأخوات والإخوة،

الحضور الكريم

بإجلال وتقدير يليق بالمقام، نخلد حدث اليوم الوطني للاسير المدني، بالتزامن مع الذكرى 14 لملحمة اكديم ازيك التاريخية.

للتذكير، في فجر الثامن من نوفمر 2010، تعرض الآلاف من النازحين الصحراويين، بمن فيهم النساء والأطفال والشيوخ، الذين كانوا نياماً في مخيم اقديم إيزيك، شرقي مدينة العيون المحتلة، لهجوم وحشي غادر من قبل جحافل من الجيش والدرك الحربي والشرطة والقوات المساعدة المغربية، مدعمة بعشرات الآليات، من شاحنات وسيارات وصهاريح وخراطيم المياه الساخن والطائرات العمودية ، والتي باشرت بإطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع على المدنيين العزل.

وبأسلوب وحشي، وبدون تمييز، شرعت تلك الاجهزة القمعية بمداهمة وتدمير وحرق خيم وممتلكات الصحراويين، لتتم إزالة  وتدميرمخيم من زهاء  30.000 نازح وحوالي 8.000 خيمة بطريقة حشية لم يسبق لها مثيل.

كل هذا العنف الخطير، الذي جرى في جنح الظلام، كان ضحيته نساء وأطفال وشيوخ وشبان لا ذنب لهم سوى الاحتجاج، بطريقة سلمية حضارية، على أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية متردية عاشوها ويعيشونها في ظل الاحتلال المغربي .

الحضور الكريم

كل المناسبات الوطنية تستحق التخليد والتذكير بها، ولكن يوم استحضار عطاءات جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين ليس ككل الأيام، وتستحق تخليداً متميزاً واستثنائياً يليق، ليس فقط بمكانتهم ومقدارهم ورصيدهم وتضحياتهم، ولكن بالدلالات العميقة والمغازي الثرية التي يحملها سجل كل واحد منهم في سياق التضحيات الجسام ومواجهة الة الترهيب والقمع المغربية الرهيبة..

فسيرة الاسرى هي السراج الوهاج الذي ينير درب الجماهير وسبيلها إلى انتزاع حقها. فالاسرى هم المثال والنبراس لكل المجتمع و، بشكل خاص، للشباب والأجيال الصاعدة التي يجب أن تستلهم العبر والدروس من تاريخ هؤلاء الأبطال. فليس عبثاً قول الشهيد الولي ” إذا أردت حقك، يجب أن تسخى بدمائك”.

ان وضعية المعتقلين السياسيين الصحراويين، بما فيهم مجموعة أگديم إزيك، ماتزال تنذر بالخطر نتيجة للظروف المزرية التي يعيشونها داخل سجون دولة الاحتلال المغربية والممارسات المهينة والانتقامية التي تمارس ضدهم من قبل الإدارة السجنية المغربية.

وللاحتجاج على استمرار سجنهم غير القانوني والمعاملة المهينة التي يتعرضون لها، قام بعض من معتقلي مجموعة أگديم إزيك بسجون دولة الاحتلال المغربية بإضرابات متتالية عن الطعام في ظل تجاهل سلطات الاحتلال المغربية لمطالبهم المشروعة، في طل استمرار حرمانهم من حقوقهم الأساسية في الزيارات الأسرية والعناية الصحية.

فرسالة هذه المناسبة هي قبل كل شيء الوفاء لعهد الشهداء، والالتزام بالمضي على ذلك الدرب الذي اختطوه بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية، في كنف الوحدة الوطنية حول أهداف وثوابت ومبادئ الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، رائدة الكفاح، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي.

الشعب الصحراوي، الذي يخلد هذه المناسبة في ظروف الحرب ، قد ترك للعالم رسالة قاطعة لا رجعة فيها، وهي مضيه بكل عزم وإصرار في كفاحه العادل ومقاومته والتفافه حول الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، بكل الطرق المشروعة، حتى استكمال سيادة دولته المستقلة، الجمهورية الصحراوية، على كامل ترابها الوطني

الاخوات والاخوة،

لن يمحو التاريخ أبدا العار عن  دولة الاحتلال المغربي وسجلها الرهيب في مجال جرائم الحرب وجرائم الابادة الممنهجة والمرتكبة منذ بداية الغزو الى يوما هذا، ولن يمحي العار ايضا عن الدولة الإسبانية وخيانتها التاريخية وتواطؤها المشين ضد الشعب الصحراوي مهما حاولت النخب السياسية الاسبانية تغطية شمس الحقيقة بغربال مواقفها المتخاذلة.

اليوم، وفي هذه الذكرى المزدوجة، نريد ان يعلم العالم أجمع بأننا لن ننسى مفقودينا و لا معتقلينا، وأننا لن نتوقف عن تحميل الدولة  المغربية والإسبانية،  والامم المتحدة بمختلف أجهزتها و اللجنة الدولية للصليب الاحمر، المسؤولية الكاملة عن سياسة ازدواجية المعايير والصمت الرهيب الممنهج ومنح سياسة اللاعقاب للنظام الملكي المارق على الشرعية الدولية وانتهاكاته السافر لقواعد القانون الدولي الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان.

نطالب اليات الامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان واللجنة الدولية للصليب الاحمر بالتدخل العاجل لإنهاء معاناة كل السجناء السياسيين الصحراويين وعائلاتهم وضمان إطلاق سراحهم الفوري، وبدون قيد أو شرط، لكي يتمكنوا من الالتحاق بوطنهم وجمع شملهم بذويهم.

وبينما ندين بشدة العنف والإرهاب المستمرين ضد جميع النشطاء الحقوقيين والإعلاميين الصحراويين فإننا كذلك نكرر دعوتنا لمجلس الأمن الدولي بضرورة خلق الية دولية مستقلة لحماية ومراقبة حقوق الانسان وتوفير الحماية للمدنيين الصحراويين في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية التي لا تزال تحت حصار عسكري وتعتيم إعلامي شديدين.

في الختام، نوجه تحية عرفان وتقدير واجلال لجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية، فرسان الوطنية ولذويهم أمهاتهم وآبائهم وزوجاتهم وأبنائهم ولكل عائلاتهم وهم الذين يخوضون معركة الكرامة من أجل حرية شعبهم، فمعاناة أسرانا وتحديهم لسجان دولة الاحتلال مستمرة، ويواجهون ظروفاً مأساوية قاسية، حيث تنتهك حقوقهم وكرامتهم الإنسانية المكفولة بالقانون والمواثيق الدولية في ظل الممارسات  اللاإنسانية  وبشكل ممنهج من قبل الاحتلال.

تحية اجلال واكبار لارواح جميع  الشهداء الذين قضوا نحبهم في الدفاع عن الوطن.

تحية اجلال وعرفان لمقاتلي جيش الشعبي الصحراوي الذين حملوا السلاح في وجة هذا العدو الغاشم